اعلان اسفل القائمة العلوية

المنهج التجريبي في البحث العلمي

تعريف المنهج التجريبي

1- الطريقة التي يقوم الباحث بتحديد مختلف الظروف والمتغيرات التي تظهر في التحري عن المعلومات التي تخص ظاهرة ما وكذلك السيطرة على مثل تلك الظروف والمتغيرات والتحكم بها.

2- تغيير متعمد ومضبوط للشروط المحددة للواقع أو الظاهرة التي تكون موضزعا للدراسة وملاحظة ما ينتج عن هذا التغيير من آثار في هذا الواقع أو الظاهرة.

على ماذا يقوم المنهج التجريبي ؟


1- يقوم المنهج التجريبي على التحكم في الظاهرة وإجراء بعض التغييرات على بعض المتغيرات ذات العلاقة بموضوع الدراسة بشكل منتظم من أجل قياس تأثير هذا التغيير على الظاهرة.
 
2- يقوم المنهج التجريبي على تثبيت جميع المتغيرات التي تؤثر في مشكلة البحث باستثناء متغير واحد محدد تجري دراسة أثره في هذه الظروف الجديدة وهذا التغيير والضبط في ظروف الواقع يسمى بالتجربة.

3- يتميز المنهج التجريبي عن غيره من مناهج البحث العلمي في أن الباحث يتدخل في الظاهرة المدروسة ويؤثر ويتحكم في المتغيرات من أجل قياس أثرها الدقيق على المشكلة.

4- يعتبر المنهج التجريبي الأسلوب الذي تتمثل فيه معالم الطريقة العلمية الحديثة بالشكل الصحيح لأنه يقوم على التجريب واستخدام التجربة.

أدوات المنهج التجريبي


تعتبر الملاحظة والمشاهدة أقوى وأدق أدوات جمع البيانات والمعلومات في المنهج التجريبي.

استخدامات المنهج التجريبي


من أبرز المجالات والموضوعات التي يستخدم فيها المنهج التجريبي ما يلي :

1- دراسات الظواهر الفيزيائية ودراسات العلوم الطبيعية والدراسات المتعلقة بالكيمياء والأحياء.

2- مجال العلوم القانونية.

3- البحوث والدراسات المتعلقة بظاهرة علاقة القانون بالحياة الاجتماعية.

4- دراسات العلوم الجنائية المتعلقة بظاهرة الجريمة من حيث أسبابها ومظاهرها وعوامل الوقاية منها.

5- تفسير الظواهر والمشاكل القانونية والإدارية والتنبؤ بها علميا والتحكم فيها وحلها واستخدامها لتحقيق المصلحة العامة بكفاية وبطريقة علمية صحيحة.

6- يستخدم المنهج التجريبي في بعض الأحيان في دراسات العلوم التربوية 

مميزات المنهج التجريبي


يتميز المنهج التجريبي بعدد من المميزات أهمها ما يلي :

1- يتميز المنهج التجريبي عن غيره من مناهج البحث العلمي بدور متعاظم للباحث لا يقتصر فقط على وصف الوضع الراهن للحدث أو الظاهرة بل يتعداه إلى تدخل واضح ومقصود من قبل الباحث بهدف إعادة تشكيل واقع الظاهرة او الحدث من خلال استخدام إجراءات أو إحداث تغييرات معينة ومن ثم ملاحظة النتائج بدقة وتحليلها وتفسيرها.

2- المنهج التجريبي يشمل استقصاء العلاقات السببية بين المتغيرات المسؤولة عن تشكيل الظاهرة أو الحدث أو التأثير فيهما بشكل مباشر أو وغير مباشر وذلك بهدف التعرف على أثر ودور كل متغير من هذه المتغيرات في هذا المجال أو الظاهرة.

3- يمكن للباحث المستخدم للأسلوب التجريبي أن يكرر التجربة عبر الزمن مما يعطي الباحث فرصة التأكد من صدق النتائج وثباتها.

عيوب المنهج التجريبي


من العيوب والانتقادات الموجهة للمنهج التجريبي ما يلي :

1- إيجاد البيئة الاصطناعية عند استخدام المنهج التجريبي في قياس العلاقات بين المتغيرات وربما يدفع الأفراد موضع التجربة إلى تغير سلوكهم لشعورهم بأنهم موضع ملاحظة واختبار مما قد يؤدي إلى تحيز في النتائج.

2- يعتمد المنهج التجريبي على العينة في إجراء التجربة ومن ثم تعميم النتائج على مجتمع الدراسة ولكن ما يعيب ذلك أنه قد لا تمثل العينة مجتمع البحث وبالتالي يصعب معها تعميم النتائج.

3- يتطلب آجراء التجربة اتخاذ مجموعة من الإجراءات الإدارية المعقدة لأن تصميم التجربة وتنفيذها يتطلب إجراء تعديلات إدارية وفنية متعددة قد لا يستطيع الباحث بمفرده أن يقوم بها مما يتطلب الاستعانة بالجهات المسؤولة لمساعدته في إجراء التعديلات وضبط بعض المتغيرات لمعرفة أثرها في الظاهرة التي يدرسها.

4- أسلوب الضبط والعزل لكافة العوامل المؤثرة على الظاهرة ولكن هذا يبدو صعب التحقق في العلوم الاجتماعية والإنسانية لتأثرها بعوامل عديدة متفاعلة يصعب عدلها وتثبيتها.

أنواع التجارب في البحث التجريبي

يوجد نوعين من التجارب في المنهج التجريبي هما :

1- التجارب المعملية : يتم فيها وضع أفراد العينة موضع البحث في مناخ تجريبي أو اصطناعي او في مختبر تجريبي يتناسب مع أغراض البحث ، وهذا يساعد الباحث على التحكم في كافة متغيرات الدراسة.

2- التجارب الميدانية : يتم فيها إجراء التجارب واختبار الفروض في مناخ عادي كالمدرسة والمصنع والبيت وتتميز هذه الطريقة بأن الأفراد المبحوثين لا يتصنعون الحركة أو النشاط حيث لا يوجد لديهم شك في أنهم مراقبين أو موضع دراسة ، مما قد ينعكس على سلوكهم.

خطوات البحث باستخدام المنهج التجريبي

يمكن القول إن المنهج التجريبي يختلف عن غيره من المناهج في خطوات البحث والتي تشمل ما يلي :

1- تحديد المشكلة وصياغة الفروض.

2- تصميم واختبار التجربة : والتجربة هنا هي مجموعة من الإجراءات المنظمة والمقصودة التي سيتدخل من خلالها الباحث في إعادة تشكيل واقع الحدث أو الظاهر  وبالتالي الوصول إلى نتائج تثبت صحة الفروض أو تنفيها ، وتصميم التجربة يتطلب :

أ. درجة عالية من المهارة والكفاءة لأنه يتوجب فيه حصر جمع العوامل والمتغيرات ذات العلاقة بالظاهرة المدروسة.

ب. تحديد العامل المستقل المراد التعرف على دوره وتأثيره في الظاهرة لإثبات صحة الفروض أو نفيها وضبط العوامل الأخرى.

ج. تحديد مكان وزمان إجرائها وتجهيز واضح لوسائل قياس النتائج.

3- إجراء التجربة وتنفيذها : وفي حالة تطبيق المنهج التجريبي لا بد من حديد نوعين من المتغيرات بشكل واضح ودقيق هما :

أ. المتغير المستقل : يسمى بالعامل المستقل أو العامل التجريبي وهو العامل الذي يريد الباحث قياس مدى تأثيره في الظاهرة المدروسة.

ب. المتغير التابع ( مشكلة الدراسة ) : هذا المتغير هو نتاج تأثير العامل المستقل في الظاهرة وعادة يقوم الباحث بصياغة فرضيته محاولا إيجاد علاقة بين المتغير المستقل والمتغير التابع ، ولكي يتمكن الباحث من اختبار وجود هذه العلاقة أو عدم وجودها ، لا بد له من استبعاد وضبط تأثير العوامل الأخرى على الظاهرة قيد الدراسة لكي يتيح المجال للعامل المستقل وحده بالتأثير على المتغير التابع.

وقد لوحظ من خلال خبرات كثير من الباحثين أن المتغير التابع يتأثر بخصائص الأفراد في المجموعة التجريبية التي تتعرض للمتغير المستقل لتحديد درجة تأثيره فيها ، وللتغلب على مثل هذه المشكلة فإنه يقترح أن يقوم الباحث بإجراء تجربته على مجموعتين من الأفراد إحداهما المجموعة التجريبية والأخرى المجموعة الضابطة شريطة أن لا يكون هناك أي فروق بين خصائص وصفات الأفراد في المجموعتين.

بم يتأثر المتغير التابع

يتأثر المتغير التابع بالعديد من العوامل الخارجية مثل المتغيرات الدخيلة وبإجراءات تنفيذ التجربة ، لذلك لا بد للباحث من ضبط هذه العوامل وتحييدها ومنع تأثيرها على العامل التابع لكي يستطيع تحقيق نتائج دقيقة وصحيحة.

مفاهيم هامة في البحث التجريبي


لا بد للباحث الذي يريد أن يستخدم المنهج التجريبي أحد مناهج البحث العلمي في دراسة ظاهرة او مشكلة البحث أن يكون عالما بالمفاهيم التالية التي تخص المنهج التجريبي :

1- المتغير : هو ما تتغير قيمته أو كميته ويمكن قياسه.

2- المجموعة التجريبية : هي المجموعة التي يقدم لها المتغير المستقل ويتم فيها قياس المتغير التابع.

3- المجموعة الضابطة : هي المجموعة التي يْقاس فيها المتغير التابع دون تقديم متغير مستقل.

4- المتغيرات الدخيلة : هي المتغيرات الأخرى غير المستقلة وغير التابعة التي يمكن أن تؤثر في النتائج.

أمثلة على دراسات المنهج التجريبي


هناك العديد من الامثلة على الدراسات التي يتم فيها تطبيق المنهج التجريبي منها ما يلي :

1- أثر استخدام حقيبة تعليمية لتدريس اللغة العربية للتلاميذ المكفوفين في مدينة ما.

2- أثر تعريض النباتات للمياه وحرارة الشمس على الإنتاج وكميته.

3- تأثير تنظيم الوقت على الإنجاز الدراسي لدى الطلاب والطالبات في مرحلة الثانوية العامة.

4- تأثير البيئة الإيجابية المحيطة بالفرد على صحته النفسية وسعادته.

5- تأثير تدر يب بعض المهارات النفسية على الأداء المهاري للاعبي كرة القدم.

6- دراسة تجريبية على لاعبي كرة القدم في دولة ما.

7- أثر استخدام طريقتي التعلم التعاوني والاكتشاف الموجه في تدريس الرياضيات على بقاء أثر التعلم وتنمية بعض مهارات حل المشكلات لدى تلاميذ الصف الثامن.

ملاحظات حول المنهج التجريبي

1- في المنهج التجريبي يقوم الباحث بضبط المتغيرات وبخاصة المتغيرات المستقلة ويعمل على منع تأثير المتغيرات الدخيلة أو التقليل من أثرها في المتغير التابع.

2- أهم الأدوات المستخدمة في جمع البيانات والمعلومات والمعلومات في المنهج التجريبي هي الملاحظة والمشاهدة.

3- في المنهج التجريبي الباحث لا يجري الدراسة على المجتمع ككل وإنما عينة من هذا المجتمع ومن الجدير ذكره أن نتائج التي يتم التوصل إليها من عينة المجتمع قد يصعب تطبيقها على أفراد مشابهون للعينة التي تم دراستها على مجتمع آخر.


إرسال تعليق

0 تعليقات